للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"بذكر لا يمل، وشهوة لا تنقطع دحما دحما" وفي رواية زيادة: "ولكن لامني ولا منية" (١) أي: لا إنزال، ولا موت.

وأخرجَ الحاكم عن الأوزاعي في قوله تعالى {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (٥٥)} [يس: ٥٥]، قال: شغلهم افتضاض الأبكار (٢). وقال مقاتل: شغلوا بافتضاض الأبكار عن أهل النار فلا يذكرونهم، ولا يهتمون لهم وكذا قال ابن عباس، وغيره من المفسرين (٣).

وأخرج ابن أبي الدنيا عن سعيد بن جبير: إنَّ شهوته لتجري في جسده سبعين عامًا يجد اللذة (٤) ولا يلحقهم بذلك جنابة فيحتاجون إلى التطهير، ولا ضعف، ولا انحلال قوة بل وطئهم وطئ التذاذ نعيم لا آفة فيه بوجه من الوجوه، وأكمل الناس فيه لذة أصونهم (٥) لنفسه في هذه الدار عن الحرام فكما أنَّ من شربَ الخمرَ في الدُنيا لم يشربها في الآخرة، ومن لبسَ الحريرَ في الدنيا لم يلبسه في الآخرة، ومنْ أكل في صحافِ الذَّهب والفضة في الدنُّيا لم يأكل فيها في الآخرة كما قال


(١) الطبراني في "الكبير" (٧٦٧٤)، وأبي نعيم في "صفة الجنَّة" (٣٦٨، ٣٦٩).
(٢) البيهقي في "البعث" (٣٦١).
(٣) انظر "صفة الجنَّة" لأبي نعيم (٣٧٥، ٣٧٦)، و"البعث والنشور" للبيهقي (٣٦٢).
(٤) ابن أبي الدنيا في "صفة الجنَّة" ص ١٩٦ (٢٧٨).
(٥) في (ب): أصوبهم.