للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصَّحيح احتج بهما إمامُ أهل الحديثِ محمد بن إسماعيل البخاري، ورواه أئمة السنة في كتبهم، وتلقونه بالقبول، وقابلوه بالتسليم، والانقياد، ولم يطعن أحد منهم فيه ولا في أحدٍ مِنْ رواته فممن رواه الإمامُ بن الإمام أبو عبد الرحمن عبد الله بن الإمام أحمد في مسند أبيه، وفي كتاب السنة، والحافظ الجليل أبو بكر بن عمرو، والحافظ أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، والحافظ الطبراني، والحافظ أبو عبد الله بن محمد بن حبان وأبو الشيخ الأصبهاني في كتاب السنة، والحافظ بن الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسحق بن مندة حافظ أصبهان والحافظ ابن مردوية، والحافظ أبو نعيم، وجماعة من الحفاظ. ثم قال: ولا ينكر هذا الحديث إلَّا جاحد، أو جاهل، أو مخالف للكتاب والسنة هذا كلام أبي عبد الله بن مندة رحمه الله تعالى.

قلت: وأنا أذكر الحديث بطوله أجمل به مجموعي هذا متبركًا به ومقتديًا بهؤلاء الأعلامِ فأقول: أخرج هؤلاء الأعلام المذكورون عن عاصم بن لقيط أنَّ لقيطًا رضي الله عنه خرجَ وافدًا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومعه صاحب لهُ يقال له: نِهيكُ بن عاصم بن مالكِ قال لقيط بن عامر رضي الله عنه: خرجتُ أنا، وصاحبي حتَّى قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوافيناه حين انصرفَ مِنْ صلاةِ الغداةِ فقام في الناس خطيبًا". فقال: "أيها الناس (١) ألا إنِّي قَدْ خبأتُ لكم صَوْتي منذ أربعة


(١) أحمد (٤/ ١٣ - ١٤)، ورواه أبو داود (٣٢٦٦) كتاب: الأيمان والنذور، باب: ما جاء في يمين النبى، ما كانت، ورواه ابن أبي عاصم في "السنة" (٦٣٦)، ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٩/ ٤٧٧)، ورواه الحاكم في "المستدرك" =