للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كَتِف هو الذي قد أصابه الأزل، واشتد به حتى كاد [يسقط] (١).

قوله: "فيظل يضحك" هذا من صفاتِ أفعاله تعالى التي لا يشبهه فيها شيء من مخلوقاته كصفات ذاته، وكذا "فأصبح ربكَ يطوف في الأرض" "وجاء ربُّك"، وجميع ما ثبت بالكتاب والسنة الصَّحيحة فأهل الأثر، وجميع السلف يؤمنون به، ويكلونه إليه سبحانه من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تشبيه، ولا تمثيل إذ هم جازمون بأن ليس كمثله شيء لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أقواله، ولا في أفعاله فالمشبه يعبد صنمًا والمعطل يعبد عدمًا، وعلماء: الخلف يؤوّلون ذلك، وأبت الجهميةُ إلَّا التَّعطيل. فعليهم ما يستحقون من المولى الجليل.

والجسر: الصراط. وقوله: "حس" كلمة يقولها الإنسان إذا أصابه على غفلة ما يحرقه، أو يؤلمه: قال الأصمعي رحمه الله: وهي مثل أوه.

وقوله: "يقول ربك أو أنه" قال ابن قتيبة: فيه قولان أحدهمَا: أنْ يكون "أونه" (٢) بمعنى: نعم، والآخر: أنْ يكون الخبرُ محذوفًا كأنَّه قال: أنتم كذلك أو أنه على ما يقول.

والطوف: هو الغائط، ومنه "لا يُصلِّ أحدكم وهو يدافع الطوف، والبول" (٣). وفي "النهاية" ما نصه قوله: "مما يبسط [واحد


(١) في "الهدي" يقنط.
(٢) في (ب): أوانه، وما أثبت من "الهدى".
(٣) أبو عبيد في "غريب الحديث" (٤/ ٢١٤)، و"الفائق" (٢/ ٩٢).