للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي الحديث انتفاء الولادة وهو المدعى وقول لقيط رضي الله عنه: "أقصى ما نحن بالغون ومنتهون إليه" لا جواب لهذه المسألة؛ لأنَّه إنْ أراد أقصى مدة (١) الدُّنيا، وانتهائها فلا يعلم ذلك إلَّا الله، وإنْ أرادَ أقصى ما نحن منتهون إليه بعد دخول الجنَّة والنار فكذلك فلا تعلم نفس ما أخفي لهم ولهذا لم يجبه - صلى الله عليه وسلم - وفيه أن المشركين في النَّار وإنْ ماتوا قبل البعثة والله تعالى أعلم.

فإنْ قلتَ: أيّ القولين اعتمدت عدم الولادة في الجنَّة أم هي فإنك ذكرت لنا قولين بأدلتهما.

قلت: الذي أذهب إليه عدم الولادةِ فيها اقتفاء للآثارِ الصَّحيحة، والأخبار الصريحة إذ هو أرجح وأصح من مقابله لعشرة أوجه.

أحدها: هذا الحديث الصريح الثابت الصحيح.

الثاني: قوله تعالى: {وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} [البقرة: ٢٥]، وهنَّ اللاتي طهرن منَ الحيض، والنفاس، والأذى. قال سفيان عن مجاهد: مطهرة من الحيض، والغائط، والبول، والنخام، والبصاق والمني والولد، وقال عطاء: أزواج مطهرة من الولد والحيض والغائط والبول.

الثالث: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "غير أنه لا مني ولا منية" والولد إنَّمَا يخلق من


(١) في (ب): عدة.