للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

و"الريطة": الملاءة و"الحمم": جمع حممة الفحمة. وقوله: "ثُمَّ ينصرف نبيكم" أي: مِنْ موقف القيامة إلى الجنَّة. وقوله: "فيفرق على أثره الصالحون" أي يفزعون، ويمضون على أثره.

وقوله: "فتطلعون على حوض نبيكم" ظاهره أنَّ الحوض من وراء الجسر فكأنهم لا يصلون إليه حتى يقطعوا الجسر، وللسلف في ذلك قولان: قيل: وراءه بدليل هذا الحديث، وقيل: في الموقف بدليل ما قدمنا، وحقق في "الهدي" (١)، وتبعه السيوطي أنه لا تنافي بين أحاديث النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، وكلا الحديثين صحيح فإنَّ طولَ الحوضِ شهر، وعرضه شهر، وإذا كان بهذا الطول، والسعة فما الذي يحيل امتداده إلى وراء الجسر فيرده المؤمنون قبل الصراط وبعده؟ " فهذا في حيز الإمكان، ووقوعه موقوف على خبر الصَّادق وقدمنا ما فيه كفاية في محله.

وقوله: "على أظمأ والله ناهلة" "الناهلة": العطاش الواردون للماء أي: يردون الحوضَ أظمأماهم إليه، وهذا الظمأ من مرورهم على الصراط.

وقوله: "وتخنس (٢) الشمس والقمر" أي: يخفيان فلا يريان، والانخناس: التواري، والإخفاء، ومنه قوله تعالى: "من شر الوسواس الخناس". قال الزجاج: هو الشيطان جاثُمَّ على قلب الإنسان فإذا ذكر الله خنس، وإذا غفلَ وسوس.


(١) (٣/ ٦٨٢).
(٢) في (ب): نخس.