للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منه وفيه أنَّ حكم الشيء حكم نظيره وأنه سبحانه إذا كان قادرًا على شيء فكيف يعجز عن نظيره؟

وقوله: "في الأرض أشرفت عليها وهي مدرة" أي بالية.

وقوله: "فتنظرون إليه، وينظر إليكم" فيه إثبات صفة النظر لله عزّ وجلّ، واثبات رؤيته في الآخرة.

وقوله: "كيف ونحن ملءُ الأرض وهو شخص واحد؟ " قد جاء في هذا الحديث، وفي حديث آخر: "لا شخص أغير من الله" والمخاطبون بذلك قوم عرب يعلمون المرادَ منه فلا يقع في قلوبهم تشبيهه سبحانه بالأشخاص بل هم أشرف عقولًا، وأصح أذهانا، وأسلم قلوبًا من ذلك، وحقق - صلى الله عليه وسلم - وقوع الرؤية عيانًا" برؤية الشمس والقمر تحقيقًا لها، ونفيًا لتوهم المجاز الذي يظنه المعطلون.

وقوله: "فيأخذ ربُك بيده غرفة من الماء" فيه بيانُ صفةِ اليد له سبحانه لكن نؤمن بذلك كما أخبر لا كما يخطر (للبشر في أوهام) (١) بل نمرها كما جاءت هذا مذهب السلف، وعند الخلف التأويل لذلك بالقدرة، وفي محلات النعمة. وأنا أسلم من فرث المشبهة، ودم المعطلة إن شاء الله وأسلك طريق السَّلف من غير تفسيرٍ لشيءٍ لم يفسروه رضوان الله عليهم أجمعين.


(١) في (ب): في أوهام البشر.
أقول وبالله التوفيق ومنه استمد العون والتسديد مذهب أهل السنة والجماعة إثبات اليد حقيقية لله عز وجل كما وصف بها نفسه في كتابه من غير تأويل ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل، كلما يليق بجلاله عز وجل.