داود نعيم أهل الجنَّةِ وأعلى من هذا كله بل يضمحل دونه كل سماع كلامُ رب العالمين جلَّ جلاله، وخطابه وسلامه، ومحاضرته لعباده، ويقرأ عليهم كلامه فإذا سمعو منه فكانهم لم يسمعوه قبل ذلك".
أخرج أبو الشيخ عن عبدِ الله بن بريدة: "إنَّ أهل الجنَّةِ يدخلون كل يوم مرتين على الجبارِ جل جلاله، فيقرأ عليهم القرآن وقد جلس كل امرئ منهم مجلسه الذي هو مجلسه على منابر الدر، والياقوت، والزبرجد، والذهب والزمرد فلم تقر أعينهم بشيء لم يسمعوا شيئًا قط أعظم، ولا أحسن منه، ثتَم ينصرفون إلى رحالهم ناعمين قريرة أعينهم إلى مثلها من الغد" وسيأتي لهذا تتمة إنْ شاء الله تعالى.
لطيفة: أخرج ابن أبي الدُّنيا (١)، والأصبهاني عن محمد بن المنكدر قال: "إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ أين الذين كانوا ينزهون أنفسهم عن اللهو ومزامير الشيطان؟ اسكنوهم رياض المسك ثُمَّ يقول للملائكة: أسمعوهم حمدي وثنائي، وأعلموهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون".
وأخرج الدينوري عن مجاهد قال: "ينادي مناد يوم القيامة: أينَ الذين كانوا ينزهون أصواتهم، وأسماعهم عن اللهو، ومزامير الشيطان؟ قال:[فيجعلهم] الله في رياضٍ [منَ] الجنَّة من مسك، فيقول للملائكة: أسْمعوا عبادي تحميدي وتمجيدي، وأخبروهم أن لا
(١) ابن أبي الدنيا في "صفة الجنَّة" ص ١٩٠ الترغيب والترهيب (٣١٩).