للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خوف عليهم ولا هم يحزنون" (١).

وأخرج ابن أبي الدُّنيا (٢) والضياء المقدسي بسندٍ صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "في الجنَّة شجرة على ساق واحدة قدر ما يسير الراكب المجد في ظلها مائة عامٍ، فيخرج أهل الغرف، وغيرهم فيتحدثون في ظلها فيشتهي بعضهم، ويذكر لهو الدنيا، فيرسل الله ريحًا من الجنَّة فتتحرك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدُّنيا أي وهي شجرة طوبى".

وعن شهر بن حوشب قال: "إنَّ الله جلَّ ثناؤه يقول للملائكة إنَّ عبادي كانوا يحبون الصوتَ الحسنَ في الدُّنيا، فيَدَعونه من أجلي فأسْمِعوا عبادي، فيأخذون بأصوات مِنْ تهليل، وتسبيح وتكبير لم يسمعوا بمثله قط" والله تعالى أعلم.

قلت: وهذا من باب من ترك شيئًا لله عوَّضه الله خيرًا منه فنسأله سبحانه أن يمنَّ علينا بنظرة تصلح قلوبنا، وتمحو ذنوبنا، وتشرح صدورنا، وتيسر أمورنا، وتؤهلنا لخدمته، وتجعلنا من القائمين بطاعته، والحافظين لحرمته إنَّه على ذلك قدير، وبالإجابة جدير.


(١) المجالسة وجواهر العلم (٣٥٥٢) وما بين القوسين فيه "فيحلهم" و "في" بدلًا من "من" الدر المنثور (١٤/ ١٩٥).
(٢) ابن أبي الدنيا في "صفة الجنَّة" ص ١٨٨، ١٨٩.