للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شاءوا على النوق محتقبين الحشايا" قاله في "حادي الأرواح" (١): فأهل الجنَّةِ يتزاورون فيها، ويستزير بعضهم بعضًا وبذلك تتم لذتهم، وسرورهم ولهذا قال حارثة للنَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - وقد سأله: "كيف أصبحت يا حارثة؟ " قال: أصبحت مؤمنًا حقًا قال - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ لكل حق حقيقة فما حقيقة إيمانك" قال: عَزَفَتْ (٢) نفسي عن الدُّنيا فاسهرت ليلي، وأظمأتُ نهاري، وكأنِّي أنظر إلى عرش ربيِّ بارزًا وإلى أهل الجنَّة يتزاورون فيها، وإلى أهل النَّار يتعاوون فيها فقال - صلى الله عليه وسلم -: "عبد نور الله قلبه". قلت: وسمعت من لفظ شيخنا وحيد عصره الشيخ عبد الغني النابلسي صاحب التصانيف الجمة، وقد ذكر هذا الحديث فقال له المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: "عرفت فالزم". انتهى.

وأقول قد روى الحديث الإمامُ الحافظ ابن رجب في كتابه "استنشاق نسيم الإنس من نفحات رياض القدس" وزاد في آخره فقال النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "عرفت فالزم عبد نور الله الإيمان في قلبه". ثُمَّ قال الحافظ: وهذا الحديث روي مرسلًا، وروي مسندًا متصلا لكن من وجوه ضعيفة. انتهى.

وأخرج ابن أبي الدُّنيا (٣) عن أنسٍ رضي الله عنه رفعه "إذا دخل


(١) "حادي الأرواح" ص ٣٧٢.
(٢) في (ب): عرفت، والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب "الإيمان" (١١٥).
(٣) ابن أبي الدنيا في "صفة الجنَّة" ص ١٧٣، "كشف الأستار" (٣٥٥٣)، "الترغيب والترهيب" للأصبهاني (٩٩٦)، وقد سقط من الإسناد في المطبوع الصحابي أنس رضي الله عنه.