للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهل الجنَّةِ الجنَّة يشتاق الإخوان بعضهم إلى بعض، فيسير سرير هذا إلى سرير هذا، وسرير هذا إلى سرير هذا، حتى يجتمعا جميعًا فيقول أحدهما لصاحبه: تعلم متى غفر الله لنا؟ فيقول صاحبه: يوم كنا في موضع كذا وكذا فدعونا الله فغفر لنا".

وأخرج (١) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ مِنْ نعيم أهل الجنَّةِ أنَّهَم يتزاورون على المطايا، والنجب، وأنهم يؤتون في الجنَّة بخيل مسرجة ملجمة لا تروث ولا تبول، فيركبونها حتى ينتهوا حيث شاء الله عزَّ وجلَّ فيأتيهم مثل السحابة فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت فيقولون أمطري علينا فما يزال المطر عليهم حتى ينتهي ذلك فوق أمانيهم، ثُمَّ يبعث الله ريحًا غير مؤذية فتسف كثبانًا من مسك عن أيمانهم، وعن شمائلهم فيأخذ ذلك المسك في نواصي خيولهم، وفي معارفها، وفي رءوسهم ولكلّ رجل منهم جمة على ما اشتهت نفسه فيعلق ذلك المسك في تلك الجمام، وفي الخيل، وفيما سوى ذلك مِنَ الثياب، ثُمَّ يقبلون حتَّى ينتهوا إلى ما شاء الله فإذا المرأة تنادي بعض أولئك: يا عبد الله أمَالكَ فينا حاجة؟ فيقول: ما أنت؟ فتقول أنا زوجتَك، وحبك فيقول: ما كنت علمت بمكانك فتقول المرأة: أوَمَا تعلم أنَّ الله قال: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٧)} [السجدة: ١٧]. فيقول: بلى وربي فلعله


(١) ابن أبي الدنيا في "صفة الجنَّة" ص ١٧٣، ١٧٤، الخطيب في "تاريخه" (١/ ٢٦٦)، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٣/ ٢٥٥).