"فكذلك لا تمارون في رؤية ربَّكم، ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلَّا حاضره الله محاضرة حتَّى يقول: يا فلان ابن فلان أتذكر يوم فعلتَ كذا وكذا. فيذكره ببعض غدراته في الدنيا فيقول: بلى أفلم تغفر لي؟ فيقول: بلى فبمغفرتي بلغت منزلتك هذه". قال: فبيناهم على ذلك غشيتهم سحابة من فوقهم فأمطرت عليهم طيبًا لم يجدوا مثل ريحه شيئا قط قال: ثُمَّ يقول ربَّنا تبارك وتعالى: قوموا إلى ما أعددتُ لكم من الكرامة فخذوا ما شئتم. قال:"فيأتون سوقا" قد حفت به الملائكة فيه ما لم تنظر العيون إلى مثله، ولم تسمع الآذان، ولم يخطر على القلوب فيحمل لنا ما اشتهينا ليس يباع فيه، ولا يشترى، وفي ذلك السوق يلقى أهل الجنَّةِ بعضهم بعضًا.
قال:"فيقبِلُ ذو البزة المرتفعة، فيلقى من هو دونه (وما فيهم دني) فيروعه ما يرى عليه من اللباس، والهيئة فما ينقضِي آخرُ حديثهِ حتَّى يتمثل عليه أحسن منه، وذلك أنَّه لا ينبغي لأحد أنْ يحزن فيها. قال: ثُمَّ ننصرف إلى منازلنا: فيلقانا أزواجُنا فيقلن: مرحبًا وأهلًا لقد جئت وإنَّ بكَ من الجمال والطيب أفضل ممَّا فارقتنا عليه. فيقول: إنا جالسْنا اليوم ربَّنا الجبارَ عزَّ وجلَّ وبحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا".
ورواه الترمذي في صفةِ الجنَّة، وابن ماجة. وليس في سنده من ينظر فيه إلَّا عبد الحميد بن حبيب وهو كاتب الأوزاعي فلا ينكر عليه تفرده عن الأوزاعي بما لم يروه غيره، وقد قال الإمام أحمد طيب الله