أهل الجنَّةِ إلى جمعهم نادى منادٍ: يا أهل الجنَّةِ اخرجوا إلى دارِ المزيد. لا يعلم سعته، وعرضه، وطوله إلا الله عزَّ وجل في كثبان المسك. قال: فيخرج غلمان الأنبياء بمنابر من نورٍ، ويخرج غلمانُ المؤمنين بكراسي من ياقوت. قال: فإذا وضعت لهم، وأخذ القوم مجالسهم بعثَ الله تبارك وتعالى عليهم ريحًا تدعى المثيرة تثير عليهم أثايير المسك الأبيض، فتدخله من تحت ثيابهم، وتخرجه في وجوههم وأشعارهم، فتلك الريح أعلم كيف يصنع بذلك المسك من امرأة أحدكم لو دفع إليها كلّ طيبٍ على وجه الأرض لكانت تلكم الريح أعلم كيف يصنع بذلك المسك من تلك المرأة لو دفع إليها ذلك الطيب بإذن الله تعالى، ثُمَّ يوحي الله سبحانه إلى حملة العرشِ فيوضع بين ظهراني الجنَّة وبينه وبينهم الحجب فيكون أوّل ما يسمعون منه أنْ يقولَ: أينَ عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني، وصدقوا رسلي، واتبعوا أمري؟ فسلوني فهذا يوم المزيد. قال: فيجتمعون على كلمةٍ واحدةٍ رب رضينا عنك فارض عنا. قال: فيرجع الله تعالى في قوله: أنْ يا أهل الجنَّةِ إنِّي لو لم أرض عنكم لمَا أسكنتكم جنتي فسلوني فهذا يوم المزيد، قال: فيجتمعون على كلمة واحدةٍ: رب وجهك رب وجهك أرنا ننظر إليك. قال: فيكشف الله تبارك وتعالى تلك الحجب، ويتجلى لهم فيغشاهم من نوره شيء لولا أنَّه قضي عليهم أن لا يحرقوا لاحترقوا ممَّا غشيهم من نوره. قال: ثُمَّ يقال: ارجعوا إلى منازلكم. قال: فيرجعون إلى منازلهم وقد خفوا على أزواجهم وخفين عليهم مما غشيهم من نوره تعالى فإذا