وفي "حادي الأرواح"(١) عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: يأتون النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فيقولون: يا نبي الله إنَّ الله فتح بك، وختم بكَ، وغفرَ لك قم فاشفع لنا إلى ربِّك. فيقول:"نعم أنا صاحبكم" فيخرج يجوس أي: يطوف الناس حتى ينتهي إلى باب الجنَّة فيأخذ بحلقة الباب، فيقرع، فيقال: من هذا؟ فيقال: محمد قال: فيفتح له فيجيء حتى يقومَ بين يدي الله فيستأذن في السُّجود، فيؤذن له. الحديث.
وأخرج ابن بطة، وابن المبارك عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أتاني جبريل فإذا في كفه مرآة كأصفى المرايا، وأحسنها وإذا في وسطها نكتة سوداء" قال: "قلت يا جبريل ما هذه؟ قال: هذه الدنيا صفاؤها وحسنها. قال: قلت: وما هذه اللمعة في وسطها؟ قال: هذه الجمعة قلت: وما الجمعة؟ قال: يوم مِنْ أيام ربِّك عظيم، وسأخبرك بشرفه، وفضله، واسمه في الآخرة. أمَّا شرفه وفضله في الدُّنيا فإن الله تعالى جمعَ فيه أمر الخلق، وأمَّا ما يرجى فيه فإنَّ فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم، أو أمة مسلمة يسألان الله فيها خيرًا إلا أعطاهما إيَّاه، وأمَّا شرفه، وفضله، واسمه في الآخرة. فإنَّ الله تبارك وتعالى إذا صير أهل الجنَّةِ إلى الجنَّة، وأهل النَّار إلى النَّار، وجرت عليهما أيامهما، وساعتهما ليس بها ليل ولا نهار إلا قد علمَ الله مقدار ذلك، وساعاته فإذا كان يوم الجمعة في الحين الذي يبرزون، ويخرج فيه
(١) "حادي الأرواح" ص ٤٥٣، والحديث في الطبراني (٦/ ٢٤٧) ابن أبي عاصم في السنة (٨١٣) مطولاً ابن خريمة (١٩١) مختصرًا.