كتاب البحور الزاخرة في علوم الآخرة

الباب الثاني عشر في السعادة العظمى وهي زيارة إله الأرض والسماء ورؤيته - فصل - ج: 3 - ص: 1218

ساجدًا". ورواه ابن عيينة عنه، وأبو بكر بن أبي داود عنه مرفوعًا (١): "إنَّ أهل الجنَّةِ يرون ربَّهم تعالى في كلّ يوم جمعة في رمال الكافور، وأقربهم منه مجلسًا أسرعهم يوم الجمعة، وأبكرهم غدوا".

وأخرج الصاغاني (٢) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: "خلق الله الملائكة لعبادته أصنافًا فإنَّ منهم ملائكة قيامًا من يوم خلقهم إلى يوم القيامة، ومنهم ملائكة ركوعًا خشوعًا مِنْ يوم خلقهم إلى يوم القيامة، وملائكة سجود منذ خلقهم إلى يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة وتجلى لهم تعالى، ونظروا إلى وجهه الكريم قالوا: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك".

وأخرج الدارقطني (٣) عن أبي بن كعب رضي الله عنه، عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - في قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: ٢٦]. قال: "النظر إلى وجه الله عز وجل". ورواه محمد بن حميد عن كعب بن عجرة مرفوعًا (٤).

وأخرج الدارمي (٥) عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنَّ فضالة

---

(١) ذكره ابن القيم في "حادي الأرواح" ص ٤٥٦، ٤٥٧.
(٢) "تهذيب تاريخ دمشق" (٣/ ١٣٣).
(٣) ابن جرير (١٢/ ١٦٢)، واللالكائي (٧٨).
(٤) ابن جرير (١٢/ ١٦١)، اللالكائي (٧٨١).
(٥) مسند الإمام أحمد (٥/ ١٩١) عن أبي الدرداء، عن زيد بن ثابت، ذكره ابن القيم في "حادي "الأرواح" ص ٤٥٨.