للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أشهب (١): سأل رجل مالكًا: هل يرى المؤمنون ربهم يوم القيامة؟ فقال مالك: لو لم ير المؤمنون ربَّهم لم يعيرا الكفار بالحجاب قال تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (١٥)} [المطففين: ١٥] قيل له: فإن قومًا يزعمون أن الله لا يُرى؟ فقال مالك قدَّس الله روحه: السيف السيف.

والحاصل أنه قد روي حديث الرؤيا عن خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام خلق كثير، وجم غفير من الصحابة رضي الله عنهم منهم أبو بكر، وعلي، وأبو هريرة، وأبو سعيد، وجرير، وأبو موسى الأشعري، وصهيب، وجابر، وابن عباس، وأنس، وعمار بن ياسر، وأبي بن كعب، وابن مسعود، وزيد بن ثابت، وحذيفة بن اليمان، وعبادة بن الصامت، وعدي بن حاتم، وأبو رزين لقيط بن عامر بن صبرة العقيلي، وكعب بن عجرة، وفضالة بن عبيد، وبريدة ابن الحصيب، وعبد الله بن عمر، وعائشة أم المؤمنين، وعمارة بن رويبة، وسلمان الفارسي، وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهم أجمعين، ولم يُروَ عن أحد منهم نفيها، ولو كانوا فيها مختلفين لنُقِلَ اختلافهم إلينا كما نقل اختلافهم في مسائل الحلال، والحرام، والشرائع، والأحكام فهم مجمعون على رؤية الحق في الآخرة، وكذا التابعون، وتابعوهم بإحسانٍ، وجميع أئمة الإسلامِ من أهل السنة كإمام السنة وحليلها (٢) ومبين قويها من هزيلها مبيد جيش


(١) اللالكائي (٨٧١، ٨٧٢).
(٢) في (ب): جليلها.