للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والتحقيق خلافه النص الصريح عند الدارقطني (١) مرفوعًا: "إذا كان يوم القيامة رأى المؤمنون ربهم عز وجل فأحدثهم عهدًا بالنظر إليه في كلّ جمعة، ويراه المؤمنات يوم الفطر ويوم الأضحى" أي في مثل يوم الفطر ويوم الأضحى. وأخرج البيهقي (٢): "إذا كان يوم القيامة تجلى لهم ربُّهم (يعني الملائكة) ونظروا إلى وجهه". وقد مرّ. ونص على أنهم يرونه تعالى أبو الحسن الأشعري في "الإبانة". وقال بذلك من المتأخرين الإمام المحقق ابن القيم، والجلال السيوطي، والبلْقيني. قال الحافظ السيوطي: وهو أرجح بلا شك. وقرر الجلال البلقيني بثبوتِ الرؤية للملائكة ومال إلى ثبوتها لمؤمني الجنِّ أيضًا وهو اللائق بكرمه. والتحقيق عندي أن كل من دخل الجنَّة يرى الله سبحانه وتعالى يومئذ بلا ريب (٣)، وأمَّا رؤيته سبحانه في الموقف فذهب جماعة إلى أنَّها تحصل حتَّى للمنافقين وآخرون للكافرين، ثُمَّ يحجبون والله تعالى أعلم.


(١) انظر "الرؤية" للدارقطني، حديث (٥٦).
(٢) "تهذيب تاريخ دمشق" (٣/ ١٣٣).
(٣) انظر "إسبال الكساء".