للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهل الجنَّةِ. وساق فيه عدة أحاديث ولا جرم أنَّ أفضل نعيم أهل الجنَّةِ رؤية معبوده وتكليمه لهم سبحانه وتعالى فويل لمن أنكر ذلك فقد باء بغضب الله والمهالك.

تكملة: اعلم أنَّ أهل الجنَّةِ كلهم ملوك خالدون يحاضرون الملك الأزلي سبحانه وتعالى قال تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (٢٠)} [الإنسان: ٢٠]. قال: مجاهد عظامًا وقال: استئذان الملائكة عليهم فإنَّها لا تدخل إلا بإذن، وكذا قال كعب. وقال أبو سليمان في قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (٢٠)} قال: "المْلْكُ (الكبيرُ) (١) أَنَّ رسُولَ ربِّ العزة يأتيه بالتحفة، واللطف فلا يصل إليه حتى يستأذن له عليه فيقول للحاجب: استأذن على ولي الله فإنِّي لست أصل إليه فيعلم ذلك الحاجب حاجبًا آخر، وحاجبًا بعد حاجب، ومن داره إلى دار السلام باب يدخل منه على ربِّه إذا شاء بلا إذن، فالملك الكبير: أنَّ رسول ربِّ العزةِ لا يدخل عليه إلا بإذن، وهو يدخل على ربِّه بلا إذن.

أخرج ابن أبي الدُّنيا (٢) عن أنس رضي الله عنه يرفعه: "إن أسفل أهل الجنَّةِ أجمعين درجة من يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم".

وأخرج (٣) عن أبي هريرة رضي الله عنه: "إنَّ أدنى أهل الجنَّةِ


(١) زيادة من (ب)، البعث والنشور (٤٠٣).
(٢) ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" ص ١٥٤.
(٣) ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" ص ١٥٥.