للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منزلة، وليس فيهم دني من يغدو عليه كلّ يوم ويروح خمسة عشر ألف خادم ليس منهم خادم إلا ومعه طرفة ليست مع صاحبه". وفي رواية: "عشرة آلاف". وأخرج عبد الله بن (١) المبارك عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه قال: "إن المؤمن يكون متكئًا على أريكة إذا دخل الجنة، وعنده سماطان من الخدم، وعند طرف السماطين باب مبوب فيقبل الملك من ملائكة الله عز وجل ليستأذن، فيقوم أدنى الخدم إلى الباب فإذا هو بالملك يستأذن فيقول للذي يليه: ملك يستأذن، ويقول للذي يليه: ملك يستأذن حتَّى يبلغ المؤمن فيقول: اذنوا له. فيقول أقربهم إلى المؤمن: ائذنوا له. فيقول الذي يليه للذي يليه كذلك، حتى يبلغ أقصاهم الذي عند الباب فيفتح له فيدخل، فيسلم ثُمَّ ينصرف".

وأخرج مسلم في صحيحه من حديث المغيرة بن شعبة عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "سأل موسى ربه ما أدنى أهل الجنَّةِ منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعد ما أدخل أهل الجنَّةِ الجنة فيقال له: ادخل الجنَّة. فيقول: أي رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل ملك من ملوك؟ الدُّنيا. فيقول: رضيت رب. فيقول: لك ذلك، ومثله، ومثله، ومثله، ومثله، فقال في الخامسة: رضيت رب فيقول: هذا لك وعشرة أمثالك، ولك ما اشتهت نفسك،


(١) زوائد الزهد لنعيم بن حماد (٢٣٧)، صفة الجنة لابن أبي الدنيا رقم (١٩٩).