ولحم طيرِ مما يشتهون، وشرابهم التسنيم والزنجبيل والكافور، وآنيتهم الذهب والفضة والقوارير، وسعة أبوابها مسيرة أربعين عامًا بين المصراعين مع لذة ما يسمعون من كلام رب العالمين، ولباسهم الحرير، وحليتهم الذهب والفضة، وأنواع المعادن من الياقوت والمرجان، وعلى رؤسهم كالملوك التيجان، وأهلها أبناء ثلاث وثلاثين على صورة آدم أبي البشر، ووجوههم أنور من القمر، وأزواجهم الكواعب الأتراب التي جرى في أعضائهن ماء الشبَّاب
فللورد والتفاح ما لخدودها ... ضياء وللرمان ما لنهودها
وللؤلؤ المنظوم ما ضم ثغرها ... ومن أين للأغصان لينٌ كعودها
إذا ما بدت للشمس ترخي نقابها ... تخاف انكسافًا صابها من شهودها
بها هام قلبي واعتراني بحبها ... ولوه وتيمني انعطاف لخودها
عسى الله يجمع شملنا بعد بعدنا ... وأحظى بها لا أخشى من صدودها
فنسأل الله سبحانه أن يمنَّ علينا بالرضا والعافية، ويدفع عنا مرّ القضاء، ويرزقنا من شراب محبته الصافية، وأنْ يجعلنا أهلاً لتلك الدارِ، وأن يمتعنا بتلك الكواعب الأبكار إنَّه على ما يشاء قدير (١)، وبالإجابة جدير آمين.
(١) الأولى أن يقال إنه على كل شيء قدير. وقد مر بنا توضيح ذلك انظر ص ٦٢٥ ت (١).