للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منها: رجل يؤتى به يوم القيامة فيقال: أعرضوا عليه صغارَ ذنوبه، وارفعوا كبارها. فتعرضُ عليه صغارُ ذنوبهِ. فقال: عملت يوم كذا وكذا، كذا وكذا، فيقول: نعم. لا يستطيع أن ينكر وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تُعرض عليه، فيقال: فإن لك مكان كل سيئة فيقول: ربِّ قد عملت أشياءَ لا أراها ها هنا. فلقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضحكَ حتَّى بَدَتْ نواجذه" (١).

وأخرج الطبراني (٢) عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ آخر رجل يدخل الجنَّة رجل يتقلب على الصراطِ ظهرًا لبطن كالغلام يضربه أبوه وهو يفرّ منه يعجز عنه عمله أن يسعى فيقول: بلغ بي الجنَّة، ونجنى من النار. فيوحي الله تبارك وتعالى إليه: عبدي إنْ أنا نجيتك من النَّار، وأدخلتك الجنَّة أتعترف لي بذنوبك وخطاياك؟ فيقول العبد: نعم يا رب وعزتك وجلالك لئن نجيتني من النار لأعترفن لك بذنوبي وخطاياي، فيجوز الجسر. ويقول العبد فيما بينه وبين نفسه: لئن اعترفت له بذنوبي، وخطايا ليردني إلى النَّار. فيوحي الله إليه: عبدي اعترف لي بذنوبك، وخطاياك أغفرها، وأدخلك الجنَّة. فيقول العبد: لا وعزتك وجلالك ما أذنبتُ ذنبًا قط، ولا أخطأت خطيئة قط. فيوحي الله إليه: عبدي إن لي عليك بينة. فيلتفتُ العبد يمينًا وشمالًا فلا يرى أحدًا. فيقول: يا رب أرني بينتك.


(١) رواه مسلم (١٩٠) في الإيمان، باب: أدنى أهل الجنة منزلة.
(٢) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" ٨/ ١٥٨ - ١٥٩ (٧٦٧٠).