فيستنطق الله جلده بالمحقرات فإذا رأى ذلك العبد يقول: يا رب عندي وعزتك وجلالك العظائم. فيوحي الله إليه: عبدي أنا أعرف بها منك، اعترف لي بها أغفرها لك، وأدخلك الجنَّة. فيعترف العبدُ بذنوبه فيدخله الجنَّة، ثُمَّ ضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه. يقول:"هذا أدنى أهل الجنَّةِ منزلةً فكيف بالذي فوقه؟ " ورواه ابن أبي شيبة.
وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "آخرُ من يدخل الجنَّة رجل فهو يمشي مرةً، ويكبو مرةً، وتسفعه نار مرة، فإذا جاوزها التفت إليها فقال: تبارك الذي نجاني منك لقد أعطاني الله شيئًا ما أعطاه أحد من الأولين، والآخرين (يعني النجاة بعد أن أيس من نفسه وتحقق الهلاك) فتُرفع له شجرة فيقول: أي رب أدنني من هذه الشجرة أستظل بظلها، وأشرب من مائها. فيقول الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم لعلِّي إن أعطيتكها سألتني غيرها فيقول: لا يا رب. ويعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره؛ لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيدنيه منها فيستظل بظلها، ويشرب من مائها، ثُمَّ ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى، فيقول: يا رب أدنني من هذه لأشرب من مائها، وأستظل بظلها لا أسألك غيرها. فيقول: يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ فيقول: لعلي إن أدنيتك منها أن تسألني غيرها. فيعاهده أن لا يسأله غيرها. وربه يعذره لأنه لم يرى ما لا صبر له عليه فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها، ثم تُرفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأولَييْن، فيقول: أي رب أدنني من هذه