للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشجرة لأستظل بظلها لا أسألك غيرها. فيقول: يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ قال: بلى. يا رب هذه لا أسألك، وربه يعذره؛ لأنه يرى ما لا صبر له عليه. فيدنيه منها. فإذا أدناه منها سمع أصوات أهل الجنَّةِ فيقول يا رب أدخلنيها فيقول: يا ابن آدم أيرضيك أن أعطيك الدُّنيا ومثلها معها؟ قال: "يا رب أتستهزئ مني وأنت رب العالمين". فضحك ابن مسعود فقال ألا تسألوني ممَّ أضحك؟ قالوا: مم تضحك؟ قال: هكذا ضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: مم تضحك يا رسول الله؟ قال: "من ضحك رب العالمين حين قال أتستهزئ بي وأنت رب العالمين؟ فيقول: لا أستهزئ بك ولكنِّي على ما أشاء قادر" (١).

وأخرجه البرقاني (٢) بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري بنحوه غير أنه قال في الشجرة الأولى: "مثَّل له شجرة ذات ظل فقال: قدمني إلى هذه الشجرة لأكون في ظلها". وفي الثانية: "ذات ظل، وثمر فقال: لأستظل بظلها وآكل من ثمرها". وفي الثالثة: "ذات ظل، وثمر، وماء فقال: لأكون في ظلها، وآكل من ثمرها، وأشرب من مائها، وأبدل لعلي إن أعطيتكها" "بهل عسيت إن أعطيتك ذلك". وكررها كل في شجرة وأبدل: "ترفع" "بمثل له". ولفظة: "سمع أصوات أهل الجنَّة". بقوله: "فتبرز له الجنَّة. فيقول: أي رب قدمني إلى باب الجنَّة فأكون


(١) رواه مسلم (١٨٧) في الإيمان، باب: آخر أهل النار خروجًا.
(٢) رواه مسلم (١٨٨) في الإيمان، باب: آخر أهل النار خروجًا.