للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمسك الأذفر"، الحديث بطوله (١).

وأخرج الإمام أحمد وابن حبّان والحاكم واللفظ له والبيهقي عن أبي هُريرة أنَّ النّبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن المؤمن إذا قُبض أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء فيقولون اخرجي راضية مرضيًا عنك، إلى روح الله وريحانٍ وردت غير غضبان، فتخرج كأطيب ريح المسك حتى إنه ليُناولُ بعضهُم بعضًا فيشمّونه حتى يأتوا به باب السّماء، فيقولون: ما أطيب هذه الريح التي جاءت مِن قِبَل الأرض، كلما أتوا به سماء قالوا ذلك، حتى يأتوا به أرواح المؤمنين، فلهم أفرح به من أحدكم بغائبه إذا قدم عليه، يسألونه ما فعل فلان؟ فيقولون: دَعُوه حتى يستريح، فإنه كان في غمِّ الدنيا فإذا قال لهم: ما أتاكم؟ فإنه قد مات. يقولون: ذُهب به إلى أمّه الهاوية.

وأما الكافر فتأتيه ملائكة العذاب، بمسح فيقولون: اخرجي ساخطة مسخوطًا عليك إلى عذاب الله وسخطه. فتخرجُ كأنتن ريح جيفة فينطلقونَ به إلى بابِ الأرض، فيقولون: ما أنتن هذه الريح، كلّما أتوا على أرض قالوا ذلك، حتى يأتوا به أرواح الكُفار" (٢).


(١) رواه أبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة المهرة" ٢/ ٤٤٢ - ٤٤٣. قال البوصيري: رواه أبو يعلى بسند ضعيف؛ لضعف يزيد بن أبان الرقاشي انظر ص ٣٦١ ت (١).
(٢) رواه النسائي ٤/ ٨، وابن حبان (٣٠١٤)، والحاكم ١/ ٣٥٣، والبيهقي في "عذاب القبر" (٤٥)، وإسناده صحيح. أما عزوه إلى أحمد فهو وهم وإنما هو لفظ الحديث التالي.