للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما أهديت معاذة العدوية إلى زوجها صلة بن أشيم أدخله ابن أخيه الحمام، ثُمَّ أدخله بيتًا مطيبًا فقام يصلي حتى أصبح وفعلت معاذة كذلك فلمَّا أصبح عاتبه ابن أخيه على فعله فقال له: إنك أدخلتني بالأمس بيتًا أذكرتني فيه النار، ثُمَّ أدخلتني بيتًا أذكرتني فيه الجنَّة هما زالت فكرتي فيهما حتى أصبحت (١).

وكان من السلف إذا رأى النَّار اضطرب، وتغير حاله وقد قال تعالى: {نَحْنُ جَعَلْنَاهَا} [الواقعة: ٧٣] أي: نار الدُّنيا. {تَذْكِرَةً}. لنار الآخرة. قاله مجاهد (٢). ومر ابن مسعود على الذين ينفخون الكير فسقط خرجه الإمام أحمد.

وكان أويس القرني يقف على موضع الحدادين فينظر إليهم كيف ينفخون الكير، ويسمع صوت النار فيصرخ ثُمَّ يسقط.

وقال العلاء بن محمد دخلت على عطاء السلمي فرأيته مغشيًا عليه فقلت لامرأته: ما شأنه؟ قالت: سجرت جارتُنا التنورَ فلمَّا نظر إليه غشي عليه، ومر عليه صبى معه شعلة نارٍ فأصابت النَّار الريح، فسمع ذلك منها فغشي عليه.

وقال الحسن: كان عمر رضي اللَّه عنه ربَّما توقد له النار ثُمَّ يدني يده منها ثُمَّ يقول: يا ابن الخطاب هل لك على هذا صبر؟

وكان الأحنف بن قيس يجيءُ إلى المصباح بالليل فيضع إصبعه


(١) انظر "التخويف من النار" ص ٣٣ - ٣٤.
(٢) انظر "التخويف من النار" ص ٣٤ - ٣٥.