للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتأتي الهوامُ من الجبال، وتأتي الطير من الأوكار، ويجتمع الناس لذلك اليوم، ويأتي داود عليه السلام حتى يرقى المنبر فيأخذ في الثناء على ربِّه فيضجون بالبكاء والصراخ، ثُمَّ يأخذ في ذكر الجنَّة والنَّار فيموت طائفة من الناس، وطائفة من السباع، وطائفة من الهوام، وطائفة من الطير، وطائفة من الوحوش، وطائفة من الرهبان والعذارى المتعبدات، ثُمَّ يأخذ في ذكر الموت وأهوال القيمة، ويأخذ في النياحة على نفسه فيموت طائفة من هؤلاء، وطائفة من هؤلاء، ومن كلّ صنف طائفة. خرجه ابن أبي الدُّنيا.

قلت: وخرجه ناصر السنة الإمام الحافظ ابن الجوزي في "التبصرة" (١) وزاد فيه: فإذا رأى سليمان ما قد كثر من الموتى نادى: يا أبتاه قد مزق المستمعين كلّ ممزق وقتلت طوائف من بني إسرائيل، ومن الرهبان، والوحوش فيقطع النياحة، ويأخذ في الدعاء ويغشى عليه فيحمل على سرير فإذا أفاق قال: يا سليمان ما فعل عباد بني إسرائيل؟ ما فعل فلان وفلان؟ فيقول: ماتوا. فيقوم فيدخل بيت عبادته، ويغلق عليه بابه، وينادي: أغضبان أنت على داود أم كيف قصرت به أن يموت خوفًا منك.

وقد روي مرفوعًا (٢) من حديث ابن عمر، وأنس رضي اللَّه عنهم: "إن الذباب كله في النَّار". وفي رواية: "غير النحل" لكن حكم


(١) (١/ ٢٧٨).
(٢) الطبراني في "الكبير" ١٢/ ٤١٨، ٤١٩ (١٣٥٤٢)، (١٣٥٤٢).