للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

به أهل النار بوقوعه عليهم. كذا هو بالحاء على الصواب وربَّما صحفه بعضهم النمل كما رأيته في نسخةٍ قديمة: "النمل" بالميم وهو غلط واللَّه تعالى أعلم.

وأمَّا الجمادات فقد أخبر سبحانه أنَّها تخشاه قال تعالى: {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [البقرة: ٧٤]. قال ابن عباس: إنَّ الحجر ليقع على الأرض ولو اجتمع عليه ألف من الناس ما استطاعوه وإنَّه يهبط من خشية اللَّه (١).

وفي تاريخ الدول: لمّا أراد الله تعالى خلق آدم عليه السلام أوحى إلى الأرض: إنِّي أريد أن أخلق فيك خلقًا فنهم من يطيعني، ومنهم من يعصيني فمن أطاعني أدخلته جنتي، ومن عصاني أدخلته النَّار فبكت الأرض فانفجرت منها العيون إلى يوم القيامة.

وأخرج ابن أبي الدُّنيا (٢) عن الفضيل بن عياض وكان من الأبدال، وكانت الدموع قد أثرت في وجهه، وكان يصوم الدّهر، ويفطر كلّ ليلة على رغيف قال: مرّ عيسى عليه الصلاة والسلام يحبل بين نهرين نهر عن يمينه، ونهر عن يساره ولا يدري من أين يجيء هذا الماء ولا أين يذهب فسأله: من أين يجيءُ هذا الماء؟ قال: أمَّا الذي عن يميني فمن دموع عيني اليمنى، وأما الذي يجري عن يساري فمن دموع عيني اليسرى. قال: مم ذاك؟ قال: خوفًا من ربي أن يجعلني من


(١) تفسير ابن أبي حاتم (٧٦٢).
(٢) صفة النار (٢٣٣) الشعب للبيهقي (٣/ ١٨٠).