للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان مجرى الدموع من خد ابن عباس كالشراك البالي.

وقال عبد اللَّه بن عمرو بن العاص: "لأنْ أدمع دمعةً مِنْ خشيةِ اللَّه عزَّ وجلَّ حتَّى تسيل على وجنتي أحب إلى أن أتصدق بجبل ذهب" (١).

وقال الحسن: "لو بكى عبدٌ مِنْ خشيةِ اللَّه تعالى لرحم مَنْ حوله ولو كانوا عشرين ألفًا".

وقال مالك بن دينار: "البكاء على الخطيئة يحط الذنوب كما تحط الريح الورق اليابس". وكان سعيد بن جبير يبكي بالليل حتَّى فسدت عيناه. وبكى عمر بن عبد العزيز حتى بكى الدم، وكذا فتح الموصلي. قيل لعبد الواحد بن زيد: ما يفهم كلامك مِن بكاءِ عتبة؟ فقال: يبكي عتبة على ذنبه وأمنعه لبئس واعظ قوم أنا" (٢). وكان أمية الشامي ينتحب في المسجدِ فأرسل إليه الأمير: إنكَ تفسد على المصلين صلاتهم فبكى وقال: إن حزن القيامة أورثني دموعًا غزرًا فأنا أستريح إلى ذرئها أحيانا".

كلما عنّفوا عليك ولاموا ... عصف الوجد بي ولحّ الغرَام

يتجافى الرقاد أجفان عيني ... فكان الكرى عليها حرام


= جميع دموع ولده". قَالَ ابن عدي: وهذا الحديث من أنكر ما روي لأحمد بن بشير.
(١) رواه البيهقي في "الشعب" ١/ ٥٠٢ (٨٤٢) بإسنادٍ ضعيف. وفيه بألف درهم بدلًا من بجبل ذهب.
(٢) صفة الصفوة ٤/ ٢٢٢.