للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بقائمة العرش فلا أدري أفاق قبلي، أم جوزي بصعقه يوم الطور، فهذا صعق في موقف يوم القيامة، إذا جاء الله لفصل القضاء وأشرقت الأرض بنور ربها فحينئذ تصعق الخلائق كلهم، قال تعالى: {فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (٤٥)} [الطُّور: الآية ٤٥] ولو كان هذا الصّعق موتًا، لكانت موتة أخرى، قال: وقد تنبه لهذا جماعة من الفضلاء. فقال القرطبي: ظاهر هذا الحديث، أن هذه صعقة غشي تكون يوم القيامة، لا صعقة الموت الحادثة عند نفخ الصّور (١).

وحاصل الجواب أن الروح لا تموت ولا تفنى، والله الموفق.

فإن قلتَ: فأين مستقر الأرواح، بعد مفارقتها الأجساد إلى يوم القيامة، هل في السماء أم في الأرض، وهل هي في الجنة أم في النار؟ أم لا؟ وهل تودع في أجساد غير أجسادها التي كانت فيها؟ فتنعّم وتعذّب فيها أم تكون مجرّدة؟

قلتُ: قد أجاب عن هذه المسألة الإمام المحقّق في الروح (٢)، وهي مسألة عظيمة قد تكلم فيها الناس، واختلفوا [فيها] وهي إنما تتلقى من السمع فقط وحاصل ما اعتمده من الجواب، بعد أن ذكر مذاهب الناس في ذلك وأطال نحو كرّاسين أن: الأرواح متفاوتة في مستقرها في البرزخ أعظم تفاوت (٣):


(١) الروح ص ٧١ - ٧٢.
(٢) انظر الروح لابن القيم من أول ص ١٥٤.
(٣) من هنا نص كلام ابن القيم في الروح ص ١٨٧.