للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مرسل إلّا خرّ ساجدًا يقول: رب نفسي. وعند ابن عمير (١) نحوه إلا أنه قَالَ: فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي إلا وقع لركبتيه ترعد فرائصه يقول: رب نفسي رب نفسي.

وقال وهب: إذا سيرت الجبال فسمعت حسيس النار وتغيظها وزفيرها وشهيقها صرخت الجبال كما تصرخ النساء ثم يرجع أوائلها عَلىَ أواخرها يدق بعضُها بعضًا. خرَّجه الإمام أحمدُ (٢).

وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: قوله تعالى: {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (١٢)} [الفرقان: ١٢] من مسيرة مائة عام وذلك إذا أتي بجهنم تُقَادُ بسبعين ألف زمام يشد بكل زمام سبعون ألف ملك لو تركت لأتت على كل بَرٍّ وفاجر ععوا لها تغيظًا وزفيرًا تزفرُ زفرةً لا تُبْقِي قطرةً من دمع إلا بدرت ثم تزفرُ الثانيةَ فتقطعُ القلوبَ من أماكنها وتقطعُ اللهواتِ والحناجر، وإنَّ قوله {الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} (٣) [الأحزاب: ١٠] رواه آدم، وفيه عاصم الكوري ضعيف جدًا.

وخرّج عبد الله بن الإمام أحمد عن عبد الله بن أبي جعفر قال: إنَّ جهنم لتزفر زفرة تنشق منها قلوب الظلمة ثم تزفر أخرى فيطيروا من الأرض حتَّى يقعوا على رؤوسهم.


(١) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" ٢/ ٥٦ (٢٠٨٠).
(٢) في "الزهد" ٤٤٧.
(٣) ضعفه الألباني في "ضعيف الترغيب والترهيب" ٢/ ٤٣٦ (٢١٣١).