للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السلسلة تدخل في استه ثم تخرج من فيه ثم ينظمون فيها كما ينظم الجراد في العود حين يشوى، وفي رواية: تسلك في دبره حتَّى تخرج من منخريه حتَّى لا يقوم على رجليه، وذلك قوله تعالى: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (٢٥) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (٢٦)} [الفجر: ٢٥ - ٢٦].

وأخرج ابن أبي الدنيا (١) عن أبي هاشم قال: يُجْعَلُ لهم أوتادٌ في جهنم فيها سلاسل فتلقى في أعناقهم فتزفر بهم جهنم زفرة فتذهب بهم مسيرة خمسمائة سنة ثم تجيء بهم في يومٍ فذلك قوله تعالى: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [الحج: ٤٧] وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما في قوله تعالى: {فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ} [الرحمن: ٤١] يؤخذ بناصيته وقدميه ويكسر كما يكسر الحطب في التنور، وقال السدي: يجمع بين ناصية الكافر وقدميه فتربط ناصيته ويفتل ظهره.

وأخرج ابن أبي الدنيا (٢) عن الحسن: إن جهنم ليغلى عليها من أولى الدهر إلى يوم القيامة يحمى على طعامها وشرابها وأغلالها ولو أن غُلًّا منها وضع على الجبال لقصمها إلى الماء الأسود ولو أن ذراعًا من السلسلة وضع على جبل لرضَّه ولو أن جبلًا كان بينه وبين عذاب اللَّه مسيرة خمسمائة عام لذاب ذلك الجبل وإنهم ليجمعون في السلسة من آخرهم فتأكلهم النار وتبقى الأرواح في الحناجر. وصرخ الحسن وروى مرفوعًا والموقوف أشبه قاله الحافظ ابن رجب.


(١) في "صفة النار" (٦٥).
(٢) في "صفة الجنة" (٢٧).