للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فجعل يزيد يبكي حتَّى غشي عليه.

وعن مالك بن دينار أنه قام ليلة في وسط الدار إلى الصباح فقيل له في ذلك فقال: ما زال أهل النار يعرضون عليَّ بسلاسلهم وأغلالهم (١).

وقال الفخر في قوله تعالى: {وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (٢١)} [الحج: ٢١] المقامع: السياط، قال الثعلبي: واحدها مقمعة سميت بذلك لأنها تقمع المضروب أي: تزله.

وأخرج البيهقي (٢) عن أبي صالح قال: إذا ألْقيَ الرجل في النار لم يكن له منتهى حتى يبلغ قعرها ثم تجيش به جهنم فترفعه إلى أعلاها وما على عظامه مزعة لحم فتضربه الملائكة بالمقامع فيهوي بها في قعرها فلا يزال كذلك.

قال الفخر في قوله: {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا} [الحج: ٢٢].

الإعادة: إنما تكون بعد الخروج والمعنى هنا أنَّ أهل النار يرفعهم لهبها حتَّى إذا كانوا في أعلاها ضربوا فهووا فيها سبعين خريفًا وقيل لهم: ذوقوا عذاب الحريق الغليظ من النار العظيمة الإهلاك والحريق المحرق مثل لئيم ووجيع.

وفي تفسير الواحدي (٣) عن الليث: المقمعة: شبه الجرز من


(١) رواه أبو الشيخ في "العظمة" (٥٣).
(٢) في "البعث والنشور" (٨٥٩).
(٣) ٣/ ٢٦٤.