للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِي فَضْلِ الفَقِيرِ الصَّابرِ، "مُنتَخَبُ الزُّهْدِ لِلإِمَامِ أَحْمَدَ"حَذَفَ مِنْهُ المُكَرَّرَ وَالأَسَاييدَ، "تَعْزِيَةُ اللَّبَيب" قَصَيدَةٌ فِي الخَصَائِصِ النَّبَوِيَّةِ.

وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ التَّحرِيرَاتِ وَالْفَتَاوى الحَدِيثيَّةِ وَالْفِقْهِيَّةِ، وَالأَجْوِبَةِ عَلَى المَسَائِلِ العَدِيدَةِ، وَالتَّرَاجِمِ لِبَعْضِ أَصْحَابِ المَذْهَبِ.

وبَالْجُمْلَةِ فَتَآلِيفُهُ نَافِعَةٌ مُّفِيدَةٌ مَقْبُولَةٌ، سَارَتْ بِهَا الرُّكْبَانُ وَانتَشَرَتْ في البُلْدَانِ؛ لأَنَّهُ كَانَ إِمَامًا مُّتْقِنًا، جَلِيلَ القَدْرِ، وَظَهَرَتْ لَهُ كَرَامَاتٌ عَظِيمَةٌ، وَكَانَ حَسَنَ التَّقْرِيرِ وَالتَّحْرِيرِ؛ لَطِيفَ الإِشَارَةِ، بَلِيغَ العِبَارَةِ، حَسَنَ الجَمْعِ وَالتَّأْلِيفِ؛ لَطِيفَ التَّرْتِيبِ وَالتَّرْصِيفِ، زِينَةَ أهْلِ عَصْرِهِ، وَنَقَاوَةَ أَهْلِ مِصْرِهِ، صَوَّامًا، قَوَّامًا، وِرْدُهُ كُلَّ لَيْلَةٍ سُتُّونَ رَكْعَةً، وَكَانَ مَتِينَ الدِّيَانَةِ؛ لاَ تَأْخُذُهُ في اللهِ لَوْمَةُ لاَئمٍ، مُحِبًّا لِلسَّلَفِ وَآثَارِهِمْ، بِحَيْثُ إِنَّهُ إِذَا ذَكَرَهُمْ أَو ذُكِرُواْ عِندَهُ لَمْ يَمْلِكْ عَيْنَيْهِ مِنَ البُكَاءِ، وَتَخَرَّجَ بِهِ وَانتَفَعَ خَلْقٌ كَثيرٌ مِنَ النَّجْدِيِّينَ وَالشَّامِيِّينَ وَغَيرِهِمْ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ سَنَةَ ٨، أو سَنَة ١١٨٩. - انتَهَى - (١).

قَال في "سلكِ الدررِ": بنابلس، ودفنَ بتربتهَا الشّماليةِ، ثم قالَ: وبالجملةِ فقد كانَ غُرة عصرهِ، وشامة مصره، ولم يظهرْ بعدهُ في بلادهِ، وكانَ يدعى للملمات، ويُقصد لتفريج المهمات (٢)، ذا رأيٍ صائبٍ، وفهمٍ ثاقبٍ، جسورًا على ردعِ الظالمينَ، وزجرِ المعتدينَ، إذا رأى مُنكَرًا أخذَتهُ رعدةٌ وعلاَ صوتهُ من شدةِ الحدةِ، وإذا سكنَ غيظهُ وبردَ قيظهُ يقطرُ رقةً ولطافةً، وحلاوةً وظرافةً، ولهُ البَاع الطويلُ في علمِ التاريخِ، وحفظَ وقائع الملوكِ والعلماءِ والأمراءِ والأدباءِ وما وقعَ في الأزمانِ السالفةِ، ويحفظُ من


(١) أي انتهى كلام محمد بن سلوم شيخ ابن حميد النجدي صاحب السحب الوابلة، والكلام بعده استمرار لكلام ابن حميد النجدي.
(٢) هذه الأمور كلها من البدع والشركيات التي أمرنا بالابتعاد عنها والتحذير منها.

<<  <  ج: ص:  >  >>