للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد انتهى حره ثم بعد أكلهم منها يشربون عليه من الحميم شرب الهيم أي: الإبل العطاش. قاله ابن عباس (١).

وقال السدي (٢): هو داء يأخذ الإبل فلا تروى أبدًا حتَّى تموت فكذلك أهل جهنَّم لا يروون من الحميم أبدًا.

ودل قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (٦٧)} [الصافات: ٦٧] على أنَّ الشوب من الحميم: يشاب به ما في بطونهم من الزقوم فيصير شوبا له، أي: يمزج به.

قال عطاء الخراساني: يخلط طعامهم ويساط بالحميم. وقال قتادة: مزاجا من حميم (٣). وقال سعيد بن جبير: إذا جاعَ أهلُ النارِ استغاثوا فأغيثوا بشجرة الزقوم، فأكلوا منها فانسلخت وجوههم، حتَّى لو أن مارًّا مرَّ عليهم يعرفهم لعرف جلود وجوههم فإذا أكلوا منها القي عليهم العطش، فأغيثوا بماء كالمهل وهو الذي انتهى حرُّه.

وفي البغوي: المهل: دردي الزيت الأسود (٤) فإذا أدنوه من أفواههم انضج حر الوجوه ويصهر به ما في بطونهم.

قال الواحدي في "تفسيره": روي عن أبي هريرةَ رضي اللَّه عنه أنَّه قرأ هذه الآية، ثم قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنَّ الحميم ليصب على رؤوسهم فتنفذ الجمجمة حتَّى تخلص إلى جوف الكافر فيسلت ما في جوفه حتى يخرق قدميه وهو الصهر ثم يعاد كما


(١) "تفسير القرطبي" ١٧/ ٢١٤ - ٢١٥.
(٢) المصدر السابق.
(٣) "تفسير الطبري" ١٠/ ٤٩٥.
(٤) "تفسير البغوي" ٧/ ٢٣٦.