للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان" (١). وهذا معنى قوله: يصهر به. أي: بذلك الحميم ما في بطونهم والجلود.

قال الواحدي: فسر الصهر بالإذابة والإحراق والإنضاج وهو قول المفسرين. قال ابن عباس في رواية عطاء: ينضج. وقال قتادة، ومجاهد: يذاب. قال الواحدي: والمعنى: أن أمعاءهم وشحومهم تذاب وتحرق بهذا الحميم وتنشوي جلودهم فتساقط من حرها. انتهى.

{وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (٢١)} [الحج: ٢١] يضربون بها فيسقط كلُّ عضوٍ على حياله يدعون بالثبور، ثم إنَّ مرجعهم بعد أكل الزقوم، وشرب الحميم لإلى الجحيم وهذا يدل على أنَّ الحميمَ خارج من الجحيم فهم يَرِدُوَنهُ كالإبل ترد الماء، ثم يُرَدُّونَ إلى الجحيم ويدل على هذا أيضًا قوله تعالى: {يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (٤٤)} [الرحمن: ٤٤]. الحميم: دون النار فيؤخذ العبد بناصيته فيحرك في ذلك الحميم حتَّى يذوب اللحم ويبقى العظم، والعينان في الرأسِ ويدل لهذا قوله سبحانه: {يُسْحَبُونَ (٧١) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (٧٢)} [غافر: ٧٢ - ٧١] {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (١٢) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (١٣)} [المزمل: ١٢، ١٣] وقال تعالى: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (٦) لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (٧)} [الغاشية: ٦، ٧].


(١) أخرجه أحمد ٢/ ٣٧٤ (٨٨٦٤)، والترمذي (٢٥٨٢)، وقال الترمذي حسن صحيح غريب، والحاكم في "المستدرك" ٢/ ٣٨٧ وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه.