وكان الحسن رحمه اللَّه يقول في وصف أهل النار وسكونهم دار البوار: قد حذيت لهم نعال من نار، وسرابيل من قطران، وطعامهم من نار، وشرابهم من نار، وفرش من نار، ولحف من نار، ومساكن من نار في شر دار وأسوأ عذاب فالأجساد أكلًا أكلًا، وصهرا صهرا، وحطما حطما. وقال أيضًا رحمه اللَّه: إنّ رجلًا من صدر هذه الأمة كان إذا دخَلَ المقابر نادى: يا أهل القبور بعد الرفاهية والنعيم معالجة الأغلال في نارِ الجحيم، وبعد القطن والكتان لباس القطران ومقطعات النيران، وبعد تلطف الخدم ومعانقة الأزواج مقارنة الشيطان في نار جهنَّم مقرنين في الأصفاد.
وأخرجَ ابن أبي الدُّنيا عن وهب بن منبّه رحمه اللَّه أنَّه قال: أما أهْل النار الذين هم أهلها فهم في النار لا يهدأون، ولا ينامون، ولا يموتون يمشون على النار، ويجلسون، ويشربون من صديد أهل النار، ويأكلون مِنْ زقوم النار لحفهم نار، وفرشهم نار، وقمصهم نار وقطران، وتغشى وجوههم النار، جميع أهل النار في سلاسل بأيدي الخزنة أطرافها يجذبونهم مقبلين ومدبرين فيسيل صديد إلى حفر في النار فذلك شرابهم. ثم بكى وهب حتَّى سقطَ مغشيًا عليه ولما ذكر هذا الخبر بكر بن خنبش غلبَ عليه البكاء حتَّى قام فلم يقدر أنْ يتكلم.
وفي الإسرائيليات أنَّ أم سيدنا يحيى بن زكريا عليهما السلام أقبلت عليه في ثوب تعالجه له ليلبسه فقال لها: أفعل قالت: من أي شيء؟ قال: من شعر. قالت: يا بني إذن يأكل لحمك قال: يا أمه أما