وكان عطاء الخراساني رحمه اللَّه ينادي في أصحابه في السفر: يا فلان يا فلان قيام هذا الليل، وصيام هذا النهار أيسر من شراب الصديد ومقطعات الحديد ألوحاء ألوحاء ألوحاء ثم يقبل على صلاته (١). ولمَّا ماتت النُّوَّار امرأة الفرزدق رحمهما اللَّه ودفنت وقف الفرزدق على قبرها بحضرة الحسن البصري وأنشد هذه الأبيات العظيمة وهي:
أخاف وراء القبر إن لم يعافني ... أشد من القبر التهابًا وأضيقا
إذا جاءني يوم القيامة قائد ... عفيف وسواق يسوق الفرزدقا
لقد خاب من أولاد آدم من مشى ... إلى النار مغلول القلادة أزرقا
يساق إلى نار الجحيم مسربلا ... سرابيل قطران لباسا محرقا
إذا شربوا فيها الصديد رأيتهم ... يذوبون من حر الصديد تمزقا
فبكى الحسن بكاء شديدًا رحم اللَّه تلك الأرواح الزكية والأخلاق المرضية.
(١) صفة النار لابن أبي الدنيا (١٩٢) حلية الأولياء (٥/ ١٩٣).