للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حفظه للنبي - صلى الله عليه وسلم - وذبّ أعداء الله عنه من قصيدة طويلة منها:

وإن فخرتُ يومًا فإن محمّدًا ... هو المصطفى من سرها وكريمها

تداعت قريش غثها وسمينها ... علينا فلم تظفر وطاشت حلومها

وكنا قديما لا نقر ظُلامةً ... إذا ما شنوا صعر الخدود نقيمها

وهو القائل:

والله لن يصلوا إليك بجمعهم ... حتَّى أوسَّد في التراب دفينا

فانفذ لأمرك ما عليك غضاضةٌ ... فكفى بِنا دَينًا لديك ودينا

ودعوتني وزعمت أنك ناصحي ... فلقد صدقتَ وكنتَ ثمَّ أمينا

وعرضت دينا قد علمتُ بأنَّه ... من خير أديان البرية دينا

لولا الملامةُ أو حذار مسبةٍ ... لوجدتني سمحًا بذاك مبينا

- قال هذا الشعر عند وفاته ثم دعا بني عبد المطلب وقال: لن تزالوا بخير ما سمعتم من محمد وتابعتم أمره فاتبعوه وأعينوه ترشدوا ثم قال: لابن أخيه ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب يحثه على نصر المصطفى:

اعلم أبا أروى بأنك ماجدٌ ... من صلب شيبة ما نصرت محمدا

لله درّك إن عرفت مكانه ... في قومه ووهبت منك له يدا

شرف القيامة والمعاد بنصره ... وبعاجل الدنيا تحوز السؤددا

أكرم بمن يفضى إليه بأمره ... نفسًا إذا عد النفوس ومحتدا

وخلائقًا شرفت بمجد نصابه ... يكفيك منه اليوم ما ترجو غدا

أليس من كان هذا حثه وحفظه لهذا النبي مع كونه إذ ذاك قليل الأنصار قد قلاه الأقارب وجفاه الأجانب، ورماه الناس عن قوس