كقدر رمل عالج لكان لهم على ذلك يوم يخرجون فيه (١).
واعلم أن الإمام المحقق ابن القيم قدس الله روحه اْنتصر لهذا القول اْنتصارًا عظيمًا ومال إليه ميلاً جسيما وذكر له خمسة وعشرين دليلا ثم رجع القهقرى وقال إن قيل إلى أين اْنتهى قدمك في هذه المسألة العظيمة قيل إلى قوله تعالى:{إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ}[هود: ١٠٧].
وإلى هنا اْنتهى قدم أمير المؤمنين على بن أبي طالب كرم الله وجهه فيها حيث ذكر دخول أهل الجنة وأهل النار وما يتلقاه هؤلاء وهؤلاء قال ثم يفعل الله بعد ذلك ما يشاء.
ثم قَالَ: وما ذكرنا في هذه المسألة من صواب فمن الله سبحانه وهو المانُّ به وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان والله ورسوله بريء منه.
وأقول: الصحيح المعتمد الذي لا محيد عنه بقاء النار كالجنة جَزمًا فالنار لا تفنى ولا تبيد كما أن الجنة لا تفنى ولا تبيد بالنصوص القرآنية والأحاديث المصطفوية، ونحن نقول:{إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} من غير شك ولا ترديد نجزم بأن أهل النار الذين هم أهلها يخلدون فيها أبدًا لا نهاية لأبديّة ذلك، وأما ما ذكره الإمام المحقق عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فالحسن لم يأخذ عن عمر ولم يسمع منه جزمًا وأيضًا لو سمع منه وثبت ذلك لم ينظر إليه لمخالفته من هو أصح وأثبت