للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واختلف المفسرون في أصحاب الأعراف فقيل: هم قوم اْستوت حسناتهم وسيئاتهم، فما كانوا من أهل الجنة، ولا من أهل النار، أوقفهم الله على الأعراف؛ لأنها درجة متوسطة بين الجنة والنار، ثم يدخلهم الله تعالى الجنة بفضله ورحمته وهذا قول حذيفة وابن عباس وابن مسعود (١) رضي الله عنه وهو قول ابن جبير والضحاك والشعبي رحمهم الله.

أخرج أبو الشيخ والبيهقي وغيرهما عن حذيفة: "أصحاب الأعراف قوم قصرت بهم سيئاتهم عن الجنة وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار جعلوا هناك حتى يُقضَى بين الناس فبينماهم كذلك إذا طلع عليهم ربهم فقال لهم: قوموا اْدخلوا الجنة فإني غفرت لكم" (٢).

وأخرج البيهقي عن حذيفة مرفوعًا: "يجمع الله الناس ثم يقول لأصحاب الأعراف ما تنتظرون؟ قالوا: ننتظر أمرك فيقال: إن حسناتكم تجاوزت بكم النار -أن تدخلوها- وحالت بينكم وبين الجنة خطاياكم، فادخلوا بمغفرتي ورحمتي" (٣).

وقيل: إن أصحاب الأعراف ناس خرجوا للغزو بغير إذن أبائهم فاستشهدوا فحبسوا بين الجنة والنار.


(١) عزاه ابن الجوزي في زاد المسير (٣/ ٢٠٥) إلى ابن مسعود وحذيفة وابن عباس وأبي هريرة والشعبي وقتادة، انظر تفسير ابن كثير (٢/ ٢٢٥).
(٢) رواه ابن أبي حاتم في " التفسير" (٨٤٩٩)، والحاكم ٢/ ٣٢٠، وذكره البيهقي في الشعب ١/ ٣٤٤.
(٣) رواه البيهقي في "البعث والنشور" (١١١).