للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن الحسن بن الحسين بن على عليهم السلام أنَّه كان يقول في دعائه: اللهم ارزقني محبةً لك تقطع بها عني محبّات الدنيا ولذاتها وارزقني محبة لك تجمع لي بها خير الآخرة ونعيمها، اللهم محبتُك آثرُ الأشياء عندي وأقرّها لعيني واجعلني أحبك حب الراغبين في محبتك حبًا لا يخالطه حبٌّ هو أعلا منه في صدري ولا أكبر منه في نفسي حتَّى يشتغل قلبي به عن السرور بغيره حتَّى تكمل لي به عندك الثواب غدًا في أعلا منازل المحبين لك يا كريم.

وكان الحسن هذا من خيار أهل البيت وكان يدعو بهذا الدعاء آخر كلامه ويبكي.

واعلم أنَّه لا يتصور حبّ إلا بعد معرفة بإدراك، وكل ما في إدراكه لذة فهو محبوب؛ لأنَّ في الطبع ميلا إليه.

وقد قال عليه الصلاة والسلام: "حُبِّبَ إِليَّ من دنياكم الطيب (١) والنّساء (٢) وجعلت قُرَّة عيني في الصلاة" (٣) فجعل الصلاة أبلغ المحبوبات.


(١) ورد في هامش الأصل: لأنه حظ الملائكة ولا غرض لهم في شيء من الدنيا سواه أهـ.
(٢) ورد في هامش الأصل: قوله: النساء: أي: لنقل ما بطن من الشريعة أهـ.
(٣) رواه أحمد ٣/ ١٢٨، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (٣٢٢، ٣٢٣)، وأبو يعلى (٣٤٨٢)، والطبراني في "الأوسط" (٥١٩٩)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (٢٣١، ٧٢٧)، والحاكم ٢/ ١٦٠، والحديث حسن.