للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- رضي الله عنه - الاعتبار (١).

وقال - رضي الله عنه -: تفكر ساعة خير من قيام ليلة (٢)، وقال الحسن: الفكرة مرات تريك حسناتك وسيئاتك، وأفضل العبادة التفكر والورع، ومن لم يكن كلامه حِكَمًا فهو لغو، ومن لم يكن سكوته تفكرًا فهو سهو، ومن لم يكن نظره اعتبارًا فهو لهو.

قال الإمام ابن الجوزي طيَّب الله ثراه: ومازال أهل العلم يعودون بالتفكر على التذكر، وبالتذكر على التفكر، ويناطقون القلوب فإذا لها أسماع وأبصار فنطقت بالحكمة وضربت الأمثال وأورثت العلم.

وقال سفيان بن عيينة: الفكرة نور تدخله القلب (٣).

وكان رحمه الله تعالى ينشد:

إذا المرء كانت له فكرة ... ففي كل شيء له عبرة

واعلم أنَّه كلما قويت معرفة العبد بالله، قويت محبته لطاعته وحصلت له لذة العبادات من الذكر وغيره على قدر ذلك.

وقد أخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: أخبرني أهل الكتاب أن هذه الأمة تحب الذكر كما تحب الحمامةُ


(١) "الحلية" ١/ ٢٠٨.
(٢) رواه ابن المبارك في "الزهد" ١/ ٣٣٢ (٩٤٩)، وقال ابن صاعد: تفرد به ابن المبارك، غريب الإسناد صحيح.
(٣) رواه أبو نعيم في "الحلية" ٧/ ٣٠٦.