للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجناح والرأفة والرحمة للمؤمنين كما قال لرسوله: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: ٢١٥] ووصف أصحابه - رضي الله عنهم - بمثل ذلك في سورة الفتح في قوله: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: ٢٩].

وهذا يرجع إلى أن المحبين له سبحانه يحبون أحباءه ويعودون عليهم بالرأفة والعطف والرحمة بهم واللطف.

الثاني: العزة على الكافرين، والمراد: الشدة والغلظة عليهم كما قال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التحريم: ٩] وهو يرجع إلى أن المحبين له يبغضون أعداءه، وذلك من لوازم المحبة الصادقة، فقد أجرى الله العادة بأن محب المحبوب محبوب، وعدوّه عدوّ، ومحبّ العدوّ عدوّ ومبغضه محبوب.

كما قال بعضهم:

إذا صافى صديقك من تعادي ... فقد عاداك وانفصل الكلام

والثالث: الجهاد في سبيله سبحانه وهو مجاهدة أعدائه باليد واللسان، وهو من تمام معاداة أعداء المحبوب.

والرابع: أنهم لا يخافون لومة لائم.

والمراد: أنهم يجتهدون فيما يرضي المحبوب من الأعمال، ولا يتبرمون بلوم من لام في ذلك رضي من رضي أو غضب من غضب؛ إذ مطلوب المحب رضى المحبوب وهذا من علامات المحبة الصادقة؛ بأن يشتغل المحب بما يرضي حبيبه ومولاه ولا ينظر إلى من سخط سواه.