للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العتمة وقد خرجوا من المسجد إلى بيت رجل قد دعاهم إلى طعام صنعه لهم فأنشدهم رجل قبل دخول الباب:

علامة صدق المستخصين بالحب ... بلوغهم المجهود في طاعة الرّبّ

وتحصيل طيب القوت من [محيائه] (١) ... وإن كان ذاك القوت [من] مرتقىً صعب

فلم يزل يرددهما وهم قيام حتَّى أذن مؤذن الفجر ورجعوا إلى المسجد.

وخرج ابن أبي الدنيا عن مضر قال: اجتمعنا ليلة على الساحل ومعنا مسلم أبو عبد الله، فقال رجل: من الأزد بيتًا من الشعر وهو:

ما للمحب سوى إرادة حبه ... إن المحب بكل برّ يضرع

فبكى مسلم حتَّى حسبت والله أن يموت.

وبالجملة أهل المحبة هم أهل الودّ والصفاء والإقبال والوفاء.

ومن أعظم علامات المحب لله حب كلامه الذي هو القرآن.

وقد أخرج ابن ماجه أنَّه كان رجل يقرأ قراءة عالية فمات بالمدينة


= أحد الأعلام، أصله من الكوفة. قال ابن معين: أهل الشام يمطرون به
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يحسن الثناء عليه، ويطنب فيه. قال محمود بن خالد: ذكر أحمد بن أبي الحواري، فقال: ما أظن بقي على وجه الأرض مثله.
انظر: "الجرح والتعديل" ٢/ ٤٧ (٣٤). و"سير أعلام النبلاء" ١٢/ ٨٥ (٢٦)، وقد سبق ذكره ومثله من الأعلام.
(١) في استنشاق نسيم الأنس (٦٥) (مجتنائه) (في).