يصفون بالليل أقدامهم ... وعين المهيمن ترعاهم
فطورًا يناجونه سجدا ... ويبكون طورًا خطاياهم
إذا فكروا في الذي أسلفوا ... أذاب القلوب وأبكاهم
وإن يسكن الخوف لأذوابه ... وباحوا إليه بشكواهم
وأضحوا صيامًا على جهدهم ... تبارك مَن هو قواهم
هم القوم أعطوا مليك الملوك ... صدق القلوب فوالاهم
هم المخبتون بنياتهم ... أرادوا رضاه فأعطاهم
وأسكنهم في فراديسه ... وأعلى المنازلَ بواهم
فنالوا المراد وفازوا به ... فطوبى لهم ثم طوبى هم
وقال الإمام الحافظ ابن رجب رحمه الله: قرأت بخط الشيخ عبد الله بن أحمد بن صابر السلمي أنشدنا أبو إسحق إبراهيم بن محمد بن عقيل السهرزوري لبعضهم:
قليلُ العزاءِ كثير الندم ... طويل النحيب على ما اجترم
جرى جمعُه فبكى جفنه ... وصارَ البكاء بدمع ودم
يخاف البيات كهجر المماتِ ... وفقد الحياة بضر السقم
ويخفى محبة ربّ العلى ... فتظهر أنفاسُه ما كتم
وأسبل من طرفه عبرةً ... على الصحن من خده فانسجم
وبات محارب محرابه ... ولما تزل قدم عن قدم
فلما تفتت أجساده ... من الشوق رق عليه الألم
وكم ليلة رامَ فيها النيام ... فصاحَ به حبه لا تنم
وناحَ على جسدنا حل ... أطال النحول به فانهدم