للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قالت فرَأيته فيما يرى النائم، فقلت: أبَا عبد الله ما صنع الله بك؟ قال: أدخلني الجنّة قلت: ثُمَّ ماذا قال: ثم رَّفعتُ إلى أصحاب اليمين قُلتُ: ثمَّ ماذا قال: رُفعت إلى المقربين، قلتُ: فمن رأيتَ من إخوانك؟ قال: رأيتُ الحسنَ وابن سيرين وميمون بن سياه (١).

قال المحقق: وقد جاءت سنّة صريحة بتلاقي الأرواح وتعارفها.

أخرج ابن أبي الدُنيا قال: لما مات بشر بن البراء بن معرور رضي الله عنه وجدَت أمّ بشر وَجْدًا شديدًا فقالت: يا رسول الله إنه لا يزال الهَالِكُ يَهلك من بني سلمة فهل تتعارف الموتى؟ فأرسل إلى بشر السّلام فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم، والذي نفسي بيده يا أمّ بشر إنهم ليتعارفون كما يتعارف الطيرُ في رؤوس الشجر"، وكان لا يهلك هالك من بني سلمة إلّا جاءته أمّ بشر فقالت: يا فُلان عليك السلام فيقول وعليك فتقول: اقرأ علي بشر السلام (٢).

وأخرج ابن أبي الدُنيا أيضًا عن عبيد بن عُمير قال: أهل القبور يتوكفون الأخبار، فإذا أتاهم الميت قالوا: ما فعل فلان؟ فيقولون صالح، ما فعل فلان؟ فيقول: صالح، ما فعل فلان؟ فيقول: ألم يأتكم؟ أما قدم عليكم؟ فيقولون: إنا لله وإنا إليه راجعون، سلك به غير سبيلنا (٣).


(١) "تاريخ بغداد" ٥/ ٣٣٨.
(٢) أورد البخاري بعضه في "التاريخ الكبير" ٥/ ٣٠٥، انظر ص ٣٤٩ ت (١).
(٣) أخرجه عبد الله بن أحمد عن أبيه في "السنة" ٢/ ٦١٣، وأبو نعيم في "الحلية" ٣/ ٢٧١.