للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدنيا اللهم إنك تعلم أني أحب لقاءك.

وقال أبو على الرازي: صحبت الفضيل بن عياض ثلاثين سنة فما رأيته ضاحكًا ولا متبسمًا إلا يوم مات ابنه على فقلت له في ذلك فقال: إن الله أحبَّ أمرًا فأحببت ما أحبَّ الله (١).

وقال الفضيل: درجة الرضا عن الله درجة المقربين ليس بينهم وبين الله إلا روح وريحان (٢).

وقال: أحق الناس بالرضا عن الله العارفون بالله.

وقيل له: متى يبلغ الرجل غايته من حب الله تعالى؟ فقال: إذا كان عطاؤه ومنعه إياك عندك سواء فقد بلغت الغاية من حبه.

وذكر أبو قاسم الدمشقي الحافظ في "تاريخه" عن أبي شعيب قال: سألت إبراهيم بن أدهم الصحبة إلى مكة، قال لي: على شريطة، على أنك لا تنظر إلا لله وبالله فشرطت له ذلك على نفسي فخرجت معه فبينا نحن في الطواف فإذا أنا بغلام قد افتتن الناس به لحسنه وجماله فجعل إبراهيم يديم النظر إليه فلما أطال ذلك قلت: يا أبا إسحق أليس شرطت عليَّ أن لا تنظر إلا لله وبالله قال: بلى قلت: فإني أراك تديم النظر إلى هذا الغلام فقال: إن هذا ابني وولدي وهؤلاء غلماني وخدمي الذين معه ولولا شئ لقبَّلته ولكن انطلق فسلم عليه مني قال: فمضيت إليه وسلمت عليه من والده فجاء إلى


(١) ذكره المناوي في "فيض القدير" ٢/ ١٢٩.
(٢) رواه أبو نعيم في "الحلية" ٨/ ٩٧.