أوّاه من نار تهبُّ في اللب وبلابل تذهب بالقلب ولا بلل وصال يذهب بها عن حشا الصب
صبا للصب صب ففاضت دموعه ... وغرد قمري فهاج ولوعه
يحن إلى ريح الصبا وإنما ... هوى كل صب حيث كان ربيعه
فالشوق ربما أذهب المشوق وهو جاثم عليه كاظم لديه، وربما ضحك ومزح وفي قلبه بلابل البلاء فيصيح به الوجد ألست معي فيجيبه بلا ولكن:
أروّح نفسي بالمزاح لدى العدا ... وفي مهجتي نار وقلبي بها مرمي
أري عاذلي أني ضحوك لفرجتي ... وفي خلوتي جفني على دفقتي مدمي
يذكرني مر النسيم لياليا ... تقضت لنا مع جيره والنوى معمي
تفوق ليالي العيد لولا انصرامها ... ولكنها قد شانها سرعة الصرم
بها الند والكافور والمسك عابق ... وكأس الهنا طفاح من قهوة الكرم
والمحب لا يزال قلبه مع محبوبه ولبه لدى مطلوبه وهو مع ذلك يجل حِبُّهُ أن يشكو إليه ما يلقى من الوجد بسبب الغرام من البعد فلسان حاله ينشد على رؤوس الأشهاد ولسان قاله معتقل بالأوراد:
أجلك أن أشكو إليك الذى ألقى ... وأنت ترى حالي وتعلمه حقا
وإن رمت أخفي ما ألاقي من الأسى ... وشى الدمع بالشكوى فيسبقني سبقا
إذا ما تمنى النالس روحًا وراحةً ... تمنيت أن أفنى وسر الهوى يبقى