هنيئًا لمن [أضحى] وأنت حبيبه ... ولو أن لوعات الغرام تذيبه
وطوبى لصب أنت ساكن سرّه ... ولو بأن [منه] إلفه وقريبه
وما ضر صَبُّا أن يبيت وماله ... نصيب من الدنيا وأنت نصيبه
ومن تك راض عنه في طي غيبه ... فما ضره في الناس أن يستغيبه
فيا علة في الصدر أنت شفاؤها ... ويا مرضًا في القلب أنت طبيبه
عبيدك في باب الرجا متضرع ... إذا لم تجبه أنت من ذا يجيبه
بعيد عن الأوطان يبكي بذلة ... وهل ذاق طعم الذل إلا غريبه
تصدق على من ضاع منه زمانه ... ولم يدر حتَّى لاح منه مشيبه
غدا خاسرًا فالعار يكفيه والعنا ... وقد آن من ضوء النهار مغيبه
أوّاه على الاجتماع برجل من أحباب الله تهب على القلب من أنفاسه نسمة ربانية تحيى ما مات منه.
قال السري رحمه الله: بقيت ثلاثين سنة أدور وأجول لعلي أرى وليًّا من أولياء الله سبحانه وتعالى:
وأشرف بالغور اليناع لعلني ... أرى نار ليلى أو يراني بصيرها
ليتني وجدت واحدًا من القوم إنّما أسمع نشدان الضلال وما فيهم من يعطيني علامة فأرجع والقلب فيه من لواعج الزفرات ما نطلب منه السلامة
أحقًا رأيت بوادي الغضا ... من الحي أو من رآهم خبر
أما من سبيل إلى نظرةٍ ... تعاد إلينا كلمح البصر
ألفنا خباهم إذا ما العيون ... عشقن الكرى وملكني السهر