لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وصلى الله على ينبوع الحكم الربانية، ومعدن الأسرار الروحانية، المنزل عليه في محكم كتابه الحكيم {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤)} [القلم: ٤] وعلى آله وأصحابه وأنصاره وأحزابه، ما تصاعدت الأنفاس وما تخالطت الأغلاس، وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين، وعلى الملائكة المقربين، وعلى عباد الله الصالحين، من أهل السماوات وأهل الأرضين، وامنح اللهم أشياخنا الرحمة والرضوان، واجزهم اللهم عنا خيرًا وإحسانا، إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير، قَالَ مؤلفه ووقت الفراغ من تبييضه نهار الخميس ثلاثة عشر بقيت من ذي القعدة المبارك الذي هو من شهور سنة ثلاثة وأربعين ومائة وألف من الهجرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام على يد فقير رحمة ربه الخائف وخمة ذنبه المعترف بتقصيره وذنوبه الراجي لطف سيده ومطلوبه المفتقر لمولاه العلي مؤلفها، الضعيف محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي عامله الله بلطفه الخفي والجلي إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير وذلك بقلم أحقر الورى وأذل الفقراء الراجي عفو مولاه العلي حفيد مؤلفها سعيد السفاريني الحنبلي عفى الله عنه وعن والديه ومؤلفها ومشايخه ولكل المسلمين أجمعين أمين، وذلك لستة عشر مضت من شهر صفر الخير سنة ثلاثة وأربعين ومائتين (١) وألف وصلى الله على سيدنا محمد وعلى إله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.