صاحبك من أهل النار، اذهب إلى أرض اليمن ففيها بئر تسمى برهوت (١)، يقال إنها على فم جهنم، فانظر فيها بالليل، وناد فيها يا فلان فيجيبك منها فمضى إلى اليمن.
وسأل عن البئر فدُلّ عليها، فذهب ليلًا ونادى فيها يا فلان، فأجابه فقال أين ذهبي فقال: دفنتُه في الموضع الفلاني من داري، فلم آمن عليه ولدي فائتهم، واحفر هناك تجده فقال: ما الذي أنزلك هاهنا، وقد كنت يظنّ بك الخير قال: كانت لي أخت فقيرة هجرتها، وكنتُ لا أحسن عليها، فعاقبني الله تعالى بسببها، وأنزلني هذا المنزل، فبالله عليك إذا رجعت إلى أولادي وأخذت حقك تذهب إلى أختي، وتعمل معها جميلًا وتسألها بأن ترضى عني.
فذكر ذلك إلى أولاده، وذكر لَهم أمانته فأجابوه إلى ذلك، فأخذها، وأمرهم بأن يتوجّهوا إلى عمّتهم، ويأخذوا بخاطرها وتجعل أخاها في حِلّ، فذهبوا إليها وسألوا عنها، فأخُبرُوا بأنها تسأل الناس، فعاد الأولاد وأخبَروا الرّجل، بذلك فذهب الرجل إليها فاجتمع بها، وسألها ما كان حالها مع أخيها، فأبت وقالت: لا تذكره لي، وأغتمّت لذلك فأخذ الرّجل بخاطرها، وأعطاها صلة فعفت عن أخيها ودعت له بالرحمة، فعاد الرجل بعد ذلك إلى زمزم
(١) وردت أخبار أن هذه البئر تلقى فيها أرواح الكفار. انظر تفسير القرطبي ١٦/ ٦٠٤، وابن كثير ٤/ ١٦١. ومصنف عبد الرزاق ٥/ ١١٦، ومعجم البلدان ١/ ٤٠٥ - ٤٠٦. قال الحافظ في الفتح ٧/ ٢٣٣: وهو قول ابن الدغنة.